مواصفات الإنجيل الصحيح

أولا: تناسق عباراته

تكرم الله وحبانا من لدنه وحيا مقدسا، جاءنا في تناسق وترتيب تاريخي دقيق، كما في توراة موسى ومزامير داود وإنجيل المسيح. وهذا هو ما يشجعنا على أن نكون مرتبين في أمور حياتنا، ومدركين لما يجري حولنا من أحداث، قادرين على الربط بين أسبابها ونتائجها. ولأن وحي الله ليس صناعة بشرية لذا فإنك لا تجده مجرد أوامر ونواه معقدة، تجبرك على الالتزام بها عن طريق ما تحتويه من أدوات الترغيب والترهيب الدنيوية. بل أن الذي يقرأ كلام الله يجني دائما شبعا روحيا وموعظة وإرشادا في كل من أمور حياته وأبديته.

بدأ الله كتابه لنا بأحداث خلق السموات والأرض وما فيهما، ثم قصة آدم وحواء، ثم قايين وهابيل وشيث أولادهم. وأتبع ذلك بحياة أخنوخ .. ونوح .. وإبراهيم ولوط .. وإسماعيل واسحق .. ويعقوب(أبو الأسباط) .. ويوسف. وذكر لنا تاريخ عبودية شعب إسرائيل في مصر .. وقصة حياة موسى .. ويونان .. وأيوب .. وداود .. وسليمان .. ودانيآل وغيرهم .. ثم بعد هذا ينبئنا الوحي المقدس بمجيء يوحنا المعمدان وميلاد السيد المسيح وسيرته الحميدة وتعاليمه الفريدة، وانتصاره على الموت وصعوده للسماء تطبيقا للنبوات السالفة. وهذا كله يسجله تلاميذ السيد المسيح أو حواريوه وذلك بإيحاء من روح الله القدوس.

وقد سعى الشيطان – ومازال – لإبقاء الناس في ظلمات الجهل الروحي، تارة بمسخ كلام الله وتشويه معانيه، وتارة أخرى بالحيلولة دون وصول كلام الله إلى أيدي البشر حتى لا تستنير حياتهم.

ثانيا: طريقة كتابته

1- كَتَبَ موسى النبي بالوحي الإلهي أمورا حدثت قبل ميلاده، مثل خلق الكون وحياة آدم وأخنوخ ونوح وإبراهيم ويوسف، فَكَتَبَ تنبؤات الله ومعاملاته مع شعبه. واستخدم في الكتابة لفائف من ورق مثل البردي الذي كان شائعا في مصر الفرعونية أيامه.

2- ثم قام أنبياء آخرون (ومنهم: يشوع وصموئيل وعزرا ونحميا وأيوب وداود وسليمان) بتسجيل وحي الله لهم مشتملا على كلماته سبحانه وتعاملاته، ليكون سبحانه حيا في قلوبنا وفى تصورات أفكارنا.

3- وكذلك قام تلاميذ المسيح أو حواريوه بكتابة ما أوحاه لهم بروحه. فكان منهم متى ومرقس ولوقا ويوحنا وبطرس وبولس ويعقوب.

ثالثا: معجزة كفايته

يرجع تفرد هذا الوحي المقدس، وسموه عن أي كتاب آخر يطالعه الناس، إلى الأسباب التالية:

1- المعجزات الخارقة التي عضد بها الله أنبياءه، وأجروها أمام شهود العيان فأثرت في حياة الكثيرينن وأكدت على صدق رسالات هؤلاء الأنبياء وعصمة الوحي الذي سجلوه.

2- شمول الوحي المقدس وتضمنه لكل ما يلزم المؤمن من وصايا الله وأقوال الرسل وسير حياتهم، شاملة لتفسير وتوضيح ما يلزمهم توضيحه.

3- إعجاز مضمونه الذي لم يتاثر بترجمته إلى الآلاف من لغات ولهجات العالم المتنوعة، مما يؤكد صحة محتواها وهو أن الله " احب العالم... لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16). وتلك هي البشارة التي يمكن أن يفهمها ويستوعبها كل إنسان مهما كان بسيطا. وقد استخدم الله لغات عديدة في توصيل رسالته. فاستخدم العبرية مثلا مع شعب إسرائيل على فم موسى النبي، والآرامية مع الأمميين على فم السيد المسيح. كما جاء بعض الوحي المقدس أيضا في صيغة أدبية وشعرية بليغة كأمثال سليمان ومزامير داود.

4- رفعة تعاليم الوحي المقدس وإرساءه لدعائم الأخلاق والمساواة والديمقراطية والتراحم بين الناس. وتأكيده على قواعد السلام والتكافل الاجتماعي والاقتصادي وقيم العمل، التي تؤدي إلى تقدم الشعوب وازدهارها. متساميا بغرائز الإنسان فوق شريعة الغاب وفطرة الجهل ليصل إلى القداسة التي تعينه على ضبط شهواته والتخلص من نقائصه.

5- تناغم الوحي المقدس واسترساله، حيث استخدم الله أكثر من 40 رسولا ليكتبوا وحيه المقدس طوال مدة 1600 سنة. وكان منهم الملك(سليمان)، والفلاح(حبقوق)، والفيلسوف(بولس)، والصياد(يوحنا)، والشاعر(داود). وتتركز أماكن تسجيل الوحي المقدس في ثلاث قارات هي: آسيا وأفريقيا وأوربا، واللغات التي استخدمت في تسجيله ثلاث، هي: العبرية والآرامية واليونانية. ولم يحدث أن جاء رسول بما يناقض كلمات رسول آخر. بل أنهم ضحوا بالكثير واستُشهدوا أيضا تأكيدا على إيمانهم القوي بذلك الوحي الإلهي الواحد المتكامل.

6- صدق الوحي ونزاهته: فيسجل هفوات الأنبياء وسهواتهم بلا أي تجميل أو تمويه وبدون أن ينسب كاتبوها لأنفسهم كمالا هو لله فقط سبحانه. ضاربين لنا مثالا في النزاهة والصدق لنقتدي بهم.

7- الثوابت العلمية التي لم تكن معروفة وقتئذ، لكنها دونت فيه بدقة مذهلة، وقد برهنت الاكتشافات الحديثة على صدقها:

أ - كروية الأرض: " الجالس على كرة الأرض وسكانها كالجندب" . (إشعياء40: 22)

ب - الأرض معلقة في الفضاء: " ويعلق الأرض على لا شئ. يصر المياه في سحبه فلا يتمزق الغيم تحتها" . ( أيوب 26: 5-9)

ج - دوران الأرض: ( أيوب 38: 12-15)

د - وجود النهار والليل على الأرض في آن واحد في طرفي الكرة الأرضية كما هو معروف لنا الآن. ( لوقا 17: 34-36)

هـ- انحلال عنصر المادة الذي تم التوصل إليه مؤخرا. (2بطرس3: 10-12)

8- التنبؤات التي تحققت:

أ - إبادة عبادة الأوثان من مصر، وحكمها بغير المصريين لفترة طويلة (حوالي 2500 سنة) من الأسرة 27 حتى جاء الإسكندر الأكبر ثم البطالسة فالرومان والعرب ثم التتار فالعثمانيون والمماليك وحتى ثورة 23يوليو 1952 حيث تولى حكم مصر أول رئيس مصري: كما جاء في نبوءات الإنجيل " هكذا قال السيد الرب. وأبيد الأصنام وأبطل الأوثان من نوف(بالصعيد). ولا يكون بعد رئيس من أرض مصر" . (حزقيال30: 13)

ب - نبوات خاصة بالسيد المسيح : -

النبوة تحقيقها

يولد من عذراء أشعياء 7: 14 متى 1: 18،24،25

من نسل إبراهيم تكوين 22: 18 متى 1: 1

من سبط يهوذا تكوين 49: 10 لوقا 3: 23، 33

يدعى ابن الله مز 2: 7 متى 3: 17

يولد في بيت لحم ميخا 5: 2 متى 2: 1

أزلي ميخا 5: 2 كولوسي 1: 17

يدعى رباً مز 110: 1 لوقا 25: 11

قاضيا أشعياء 33: 22 يوحنا 5: 3

يصلب بين اللصوص أشعياء 53: 12 متى 27،38

تثقب يداه ورجلاه مز 22: 6 لوقا 23: 33

يطعن في جنبه زكريا 12: 10 يوحنا 19: 34

يدفن في قبر غني أشعياء 53: 9 متى 27: 57-60

يقوم من الأموات مز 16: 10 أعمال الرسل 2: 31

يصعد إلى السماء مز 18: 18 أعمال الرسل 1: 9

وغير هذا الكثير جداً في من النبؤات والمواعظ التي تلمس شتى أمور الحياة التي لم يخطئ الوحي في أحدها. فصادق هو الله وصادق كلامه إذ يقول:

" انه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس." (2بطرس1: 21)

" السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (متى24 :35)

" لأني أنا الرب لا أتغير" (ملاخى3: 6)

" فكل عطية صالحة هي من فوق نازلة من عند أبى الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يعقوب1: 17)

وقد قال السيد المسيح: " قد أُكمل" (يوحنا 19 : 30)

رابعا: برهان صحته

يأتي برهان صدق الوحي المقدس من منطقه الثابت والسليم، الذي يخاطب العقل والقلب والروح. فثبات كلام الله لا يقارن بعلوم الإنسان التي تتغير باستمرار. وستجد في السطور التالية بعض البراهين المنطقية التي تبين لنا صدق الوحي المكتوب:

1- سلامته من التحريف: بسبب عداوة اليهود الشديدة للمسيحيين، التي جعلت كل فريق منهم يترصد لأي شخص من الفريق الآخر تسول له نفسه أن يجري تحريفا في كتب الوحي المقدسة.

2- استحالة تحريفه: فانتشاره في أنحاء العالم، نفى التفكير في إمكانية تحريف جميع نسخه. لذلك فإنك تجد أن محتوى كتاب الوحي هو واحد دائما لدى جميع الطوائف المسيحية الوجودين في كل أقطار المسكونة.

3- سلامته من التشويه: حيث اهتم كل واحد من الرسل بتدوين الوحي المعطى له أثناء حياته حتى لا تعبث به أيدي الناس، سواء بغرض جمع آياته أو من أجل ترتيبها.

4- الحفريات والمخطوطات الأثرية القديمة والعديدة: تلك التي يتم اكتشافها باستمرار، تؤكد جميعها سلامة الوحي الإلهي من عبث الإنسان، ومن هذه المخطوطات ما تم العثور عليه في البحر الميت وسانت كاترين والأقصر وغيره الكثير جدا ... هذا علاوة على أصول المخطوطات اليونانية والعبرية الموجودة في دور حفظ المخطوطات والوثائق الأثرية والمتاحف العالمية.

فإذا قال شخص بأنه قد حدث تحريف في كتاب الوحي المقدس، فليتفضل بتقديم أدلة اتهامه. فيذكر لنا مثلا:

متى وقع هذا التحريف؟ وأين تم؟

ما هي الآيات التي تم تحريفها وماذا كانت قبل التحريف المزعوم؟

من الذي قام بهذا التحريف؟ ولماذا ؟

كيف اتفق كل الناس على إجراء نفس التحريف في جميع نسخهم!

ولماذا يترك الله إنسانا يعبث بكلامه الذي ينبئنا بما إن كان سيرسل أنبياء آخرين أم لا؟

وهل يأتي لنا المعترض ببراهين أقوى من هذه لتقرير ما إذا كان هناك أي كتاب آخر هو كتاب الله."

الغلاف
إنكليزي English

أرسل إلينا
أسئلتك
آدم
نوح
إبراهيم
يعقوب
يوسف
موسى
يونان
أيوب
داود
سليمان
أشعياء
يوحنا أو يحي المعمدان
المسيح كلمة الله
محمد في إنجيل برنابا
الإنجيل الصحيح
محتوى الإنجيل المقدس
روابط عربية
تحميل مجاني:
المصحف الشريف
(القرآن الكريم)

توراة موسى ومزامير داود وحكمة سليمان وإنجيل المسيح